القائمة

تعبت من ترتيب الأسئلة يدوياً؟ انسى العشوائية

في عصر التحول الرقمي، لم يعد التقييم مجرد ورقة اختبار تقليدية، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من رحلة التعلم نفسها، ومع انتشار التقييم الإلكتروني، ظهرت أنظمة التقييم الإلكتروني المتنوعة التي تساعد على قياس أداء الطلاب بشكل أسرع، وأدق، وأكثر شمولية.


هذه الأدوات لا تقتصر على تسجيل الدرجات فقط، بل تقدّم تغذية راجعة آنية، وتكشف عن نقاط القوة والضعف، وتساعد المعلمين على تحسين طرق التدريس وتطوير استراتيجيات التعليم.


إلى جانب ذلك، أصبح التركيز على تقييم الأداء الإلكتروني ضرورة لفهم القدرات الفردية للطلاب، خاصةً عند قياس مهارات التحليل، والتفكير النقدي، وحل المشكلات. 


ومن المهم أيضًا معرفة الفرق بين التقويم المعياري والمحكي عند اختيار أدوات القياس، إذ يضمن ذلك توظيف الأداة الصحيحة في الموقف التعليمي المناسب، كما أن الالتزام بمعايير التقويم الجيد يعزز مصداقية النتائج ويضمن العدالة في عملية التقييم.


في هذا المقال، سنستعرض مفهوم أدوات التقييم الإلكتروني، أبرز أنواعه ومزاياه، بالإضافة إلى دور منصة اختباري كواحدة من الحلول الذكية التي تساعد المعلم على إنشاء اختبارات دقيقة وفعالة تدعم العملية التعليمية وتواكب متطلبات المستقبل.


ما هو التقييم الإلكتروني؟

التقييم الإلكتروني هو عملية قياس أداء الطلاب أو المتعلمين باستخدام وسائل رقمية بدلاً من الطرق التقليدية الورقية، إذ يتيح هذا النوع من التقييم للمعلم جمع البيانات وتحليلها بدقة، مما يوفر صورة شاملة عن مستوى الطالب الأكاديمي والمعرفي. 


ولا يقتصر التقييم الإلكتروني على الاختبارات فقط، بل يشمل استبيانات، مهام أدائية، وعروض تقديمية، ومشاريع رقمية يتم تسليمها ومراجعتها عبر المنصات التعليمية.


كما يتميّز التقييم الإلكتروني بالمرونة، حيث يمكن تنفيذه في أي وقت ومن أي مكان، إضافةً إلى سرعته في التصحيح وإظهار النتائج، كما أنه يوفّر تغذية راجعة فورية، مما يساعد الطالب على معرفة أخطائه والعمل على تصحيحها بشكل مباشر. 


أما بالنسبة للمعلم، فإن التقييم الإلكتروني يختصر الوقت والجهد، ويوفر بيانات منظمة تسهّل عملية تتبع تقدم الطلاب عبر الفصل أو العام الدراسي بالكامل.


ما هي أنواع التقييم الثلاثة؟

هناك 3 أنواع مميزة من التقييم يمكن تقسيمها لمراحل تضم التقييم التشخيصي، والمستمر، والنهائي، ويمكن تفسير كل نوع حسب الآتي:


التقييم القبلي (التشخيصي):

1- يطبَّق عادة في بداية الفصل أو الوحدة الدراسية.

2- وهدفه معرفة مستوى الطالب السابق، والكشف عن نقاط القوة والضعف قبل البدء بالتعلم.

وكمثال عليه يمكن عمل اختبار قصير في بداية الدرس لمعرفة خلفية الطلاب.

التقييم التكويني (المستمر):

1- يرافق العملية التعليمية بشكل دوري.

2- هدفه تقديم تغذية راجعة فورية للطالب والمعلم، وتحسين التعلم أثناء سير الدرس.

3- وأمثلته: الواجبات، الأنشطة الصفية، الاختبارات القصيرة.

التقييم الختامي (النهائي):

1- يُجرى في نهاية الفصل أو الوحدة الدراسية.

2- هدفه قياس مدى تحقق نواتج التعلم بعد انتهاء التدريس.

3- ومن أمثلته الاختبارات النهائية أو المشاريع الكبيرة.


ما هو الهدف من التقييم؟

التقييم في العملية التعليمية ليس مجرد جمع درجات، بل له أهداف واضحة وأساسية تهدف لتحسين التعلم ورفع كفاءة العملية التعليمية، وهي:


قياس تحصيل الطلاب:

وذلك بتحديد مدى فهم الطالب للمحتوى الدراسي، مع إمكانية التعرف على نقاط القوة والضعف لدى كل طالب.

تقديم تغذية راجعة فورية:

هذه العملية تساعد الطلاب على معرفة مستوى أدائهم، كذلك فإنها تمكن المعلمين من تعديل أساليب التدريس بما يناسب احتياجات الطلاب.

تحسين جودة التعليم:

وذلك عبر دعم عملية اتخاذ القرار التربوي والتخطيط للمستقبل التعليمي، مع التركيز على توجيه الموارد والوقت نحو المجالات التي تحتاج إلى تعزيز.

تحفيز الطلاب وتعزيز التعلم الذاتي:

من المهم تشجيع الطلاب على المشاركة الفعّالة، ما يساعد على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لديهم.

ضمان العدالة والموضوعية:

ويتم ذلك باستخدام أدوات دقيقة وموحدة لتقييم الأداء، ما يضمن الحد من التحيز البشري في التصحيح.


أنواع أدوات التقييم الإلكتروني

تتنوع أدوات التقييم الإلكتروني لتلبية احتياجات المعلمين والطلاب، وتختلف بحسب طبيعة المادة الدراسية ومستوى الطالب، كذلك يمكن تقسيمها إلى عدة أنماط رئيسية:

1- الاختبارات الرقمية: وتشمل أسئلة الاختيار من متعدد، الصح والخطأ، إكمال الفراغ، والأسئلة المقالية، إذ أن هذه الاختبارات تُدار عبر منصات تعليمية تتيح للمعلم تصميم الأسئلة بسهولة، مع إمكانية ضبط الدرجات والوقت، بالإضافة إلى توفير إحصاءات دقيقة حول أداء الطلاب.

2- المهام والأداء العملي: يُستخدم هذا النوع لتقييم مهارات التطبيق والتحليل، مثل رفع تقارير، إعداد عروض تقديمية، أو تنفيذ مشاريع عملية، إذ تُمكّن هذه الأدوات المعلم من تقييم التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، وليس فقط مستوى حفظهم للمعلومات.

3- الأنشطة التفاعلية عبر الإنترنت: مثل المنتديات التعليمية، الاستطلاعات، والواجبات التعاونية التي ينفذها الطلاب ضمن مجموعات، حيث أن هذه الأنشطة تشجع على التعلم النشط، وتعكس قدرة الطالب على المشاركة والتفاعل مع زملائه.

4- أنظمة التقييم الإلكتروني المتكاملة: وهي منصات متخصصة تجمع بين جميع الأدوات السابقة في مكان واحد، مثل منصات إدارة التعلم (LMS)، وهذه الأنظمة تقدم للمعلم لوحة تحكم شاملة لإدارة الاختبارات، متابعة الطلاب، استخراج تقارير الأداء، وتقديم تغذية راجعة دقيقة تساعد على تحسين العملية التعليمية بشكل مستمر.


أهداف التقييم الإلكتروني

يهدف استخدام أنظمة التقييم الإلكتروني إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية التي تسهم في رفع جودة العملية التعليمية، ومن أبرزها:

1- قياس نواتج التعلم بشكل عادل وشفاف: حيث تتيح هذه الأنظمة تصميم اختبارات موحدة تُطبق على جميع الطلاب، مما يقلل من التحيز البشري ويضمن العدالة في التقييم، كما أن التصحيح الآلي يزيل احتمالية الأخطاء اليدوية في رصد الدرجات.

2- توفير وقت وجهد على المعلم في الإعداد والتصحيح: بدلاً من إعداد أوراق الاختبارات يدويًا وتصحيحها لساعات طويلة، يمكن للمعلم إعداد الاختبار إلكترونيًا بضغطة زر، فيما تتكفل المنصة بعملية التصحيح ورصد النتائج مباشرة.

3- تقديم تقارير دقيقة تساعد على التخطيط التعليمي: تولّد المنصات تقارير تحليلية توضح مستوى كل طالب ونقاط قوته وضعفه، إضافة إلى مقارنة الأداء بين الطلاب، إذ أن هذه البيانات تساعد المعلم على تعديل خطته التعليمية واتخاذ قرارات مبنية على أدلة واضحة.

4- تعزيز تجربة الطالب عبر تفاعل أكثر وتغذية راجعة فورية: يحصل الطالب فور انتهاء الاختبار على نتيجته وتعليقات حول إجاباته الصحيحة والخاطئة، مما يساعده على فهم أخطائه وتداركها بشكل أسرع، ويجعله أكثر انخراطًا في عملية التعلم.


مقارنة بين التقييم الإلكتروني والتقليدي

يمكن مقارنة كل نوع من التقويم في عدة نقاط كالتالي: 

1- الزمن: يحتاج التقويم التقليدي لإعداد وتصحيح يستغرق وقًتا طويلًا، بينما التقويم الإلكتروني إعداده سريع وتصحيحه فوري وآلي.

2- المكان: التقويم التقليدي مرتبط بالفصل الدراسي أو قاعة الاختبار فقط، لكن الإلكتروني يمكن إجراؤه في أي مكان عبر الإنترنت.

3- التنوع: بالنسبة للتقويم التقليدي فهو محدود غالبًا على أسئلة ورقية (موضوعية أو مقالية)، أما التقويم الإلكتروني يشمل أساليب متعددة تضم (اختيار من متعدد، مشاريع، تفاعلات رقمية).

4- الدقة: التقويم التقليدي عرضة للأخطاء البشرية أو التحيز، لكن الإلكتروني نتائجه دقيقة وموثوقة عبر التصحيح الآلي.

5- التحليل: في التقويم التقليدي يصعب الحصول على بيانات تفصيلية، أما في التقويم الإلكتروني يمكن الحصول على تقارير لحظية توضح نقاط القوة والضعف لدى الطالب.

6- المرونة: النوع التقليدي له مواعيد محددة وظروف ثابتة، أما الإلكتروني يمتلك مرونة في التوقيت والظروف (مثالي للتعليم عن بعد).


دور منصة "اختباري" كأداة للتقييم الإلكتروني وإنشاء الاختبارات

منصة اختباري تمثل مثالًا حيًا على كيفية توظيف أدوات التقييم الإلكتروني لتحسين العملية التعليمية. فهي تتيح للمعلمين إعداد اختبارات متنوعة بسرعة وكفاءة، مع الحفاظ على الدقة والعدالة في التقييم، من أبرز مميزات "اختباري":


إعداد اختبارات متنوعة:

توفر لك اختباري إمكانية إنشاء اختبارات اختيار من متعدد، صح أو خطأ، أسئلة أكمل الفراغ، وأسئلة مقالية، كما تسهل عليك التحكم في تفاصيل الأسئلة، مثل عدد الدرجات لكل سؤال، عدد الفقرات الفرعية، ونمط الإجابة (تصاعدي، تنازلي، عشوائي، فردي، ثنائي…).

توافر إجابات نموذجية دقيقة لنماذج الأسئلة:

المنصة توفر إجابات صحيحة للاختبارات بشكل تلقائي، ويمكنك بسهولة إعداد أوراق العمل من خلال منصة اختباري وبالتالي تسهل عملية تقييم الطلاب وتُسرِّعها، مما يساهم في تحديد نقاط القوة والضعف للطالب.

توفير الوقت والجهد:

أصبح من السهل إنجاز اختبارات كاملة وجاهزة للطباعة أو الاستخدام الرقمي خلال دقائق، مع إمكانية حفظ الاختبارات كملفات PDF منسقة، جاهزة للتوزيع على الطلاب.

تجربة تفاعلية للطلاب:

تسهل اختباري إجراء الاختبارات أونلاين بسهولة من أي مكان، كما توفر تغذية راجعة فورية للطلاب، مما يعزز التعلم الذاتي والمستمر.


الخلاصة

تعد أدوات التقييم الإلكتروني من الضروريات في التعليم الحديث، حيث تمكِّن المعلمين من قياس أداء الطلاب بشكل دقيق وفعّال. وأدوات مثل اختباري تتيح إعداد الاختبارات بسرعة، مع تقديم تغذية راجعة فورية تساعد الطلاب على تحسين مستواهم باستمرار. 


وهذا يسهل ويسرع عملية التقييم وتحسين الأداء وتحقيق نتائج فعلية في العملية التعليمية، حيث تمكّن المعلمين من التعرف على نقاط القوة والضعف لدى الطلاب واتخاذ قرارات تعليمية مدروسة لتعزيز جودة التعلم.



مقالات مشابهة